الناظور.. شاطئ البركانيين يلفظ جثة مجهولة الهوية

هبة بريس: عبد السلام بلغربي ، محمد زريوح

شهد شاطئ “ابوعرفثن” بجماعة البركانين في إقليم الناظور، مساء الخميس 3 أكتوبر الجاري، حادثًا مأساويًا بعد أن لفظت المياه جثة شخص مجهول الهوية. تم العثور على الجثة في منطقة “post 43” وهي في حالة تحلل متقدمة وبها تشوهات واضحة، مما جعل التعرف على هويته صعبًا للغاية.

وحسب المعلومات الأولية التي جمعتها السلطات المحلية، يُرجّح أن الشخص المتوفى قد لقي مصرعه غرقًا في البحر، إذ تُشير حالة الجثة إلى أنها قضت فترة طويلة في المياه. إلا أن الغموض ما زال يحيط بتفاصيل الحادث، حيث لم تتمكن الجهات المختصة حتى الآن من تحديد هوية الهالك نظرًا للتحلل الشديد الذي طرأ على الجثة.

فور العثور على الجثة، استنفرت الواقعة السلطات المحلية والأمنية التي حضرت إلى عين المكان للتعامل مع الموقف. وقامت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بقرية أركمان بعملية معاينة دقيقة للجثة، قبل أن تفتح تحقيقًا في الموضوع بإشراف النيابة العامة المختصة. وقد تم توثيق الحادثة بمحضر رسمي، وجرى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للتحقيق في ظروف وملابسات الوفاة.

في غضون ذلك، تم نقل جثة الهالك على متن سيارة إسعاف تابعة لجماعة البركانين إلى مستودع الأموات بالمركز الإقليمي الحسني بالناظور. وتخضع الجثة حاليًا لفحص طبي دقيق من قبل فريق الطب الشرعي، وذلك لتحديد الأسباب الدقيقة للوفاة، وما إذا كانت ناجمة عن حادث عرضي أو عن ظروف أخرى لم تُكشف بعد.

الواقعة تأتي في سياق سلسلة من الحوادث المشابهة التي شهدتها سواحل إقليمي الناظور والدريوش خلال الأسابيع الأخيرة. فقد لفظت المياه مؤخرًا جثثًا عديدة على سواحل المنطقة، من بينها جثة عُثر عليها بشاطئ الشعابي بجماعة دار الكبداني، وأخرى بشاطئ “ميامي” في بني انصار. هذه الحوادث تتزامن مع زيادة نشاط محاولات الهجرة غير الشرعية في المنطقة، حيث يتزايد عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، وهو ما أدى إلى تزايد حالات الغرق والمآسي الإنسانية.

يطرح هذا الحادث المأساوي أسئلة حول التدابير المتخذة من طرف السلطات المحلية لمواجهة هذه الظاهرة المتزايدة، وكذلك حول سبل الحماية والرقابة على سواحل المنطقة التي أصبحت مسرحًا لحوادث الغرق المتكررة.