
سيدي بنور.. أغلبية مجلس جماعة “بني تسيريس” ينسحبون من دورة فبراير
هبة بريس- سيدي بنور
كما كان متوقعا بعد استمرار الجدل بين رئيس وأعضاء مجلس جماعة بني تسيريس التابعة ترابيا لإقليم سيدي بنور ، شهدت دورة فبراير العادية، الأسبوع الجاري، إنسحاب أغلبية الأعضاء من الجلسة احتجاجًا على ما اعتبروه “تجاهلًا” من قبل رئيس الجماعة لالتزاماته المتعلقة بتنفيذ المشاريع التنموية المقررة في إطار المخططات الجماعية.
وشكل الانسحاب من أشغال الدورة تصعيدا جديدا بعد أن سبقته إحتجاجات متتالية بسبب طريقة تسيير المجلس، ما يضع الرئيس في مأزق سياسي ويثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بينه وبين الأغلبية داخل المجلس.
وحسب بيان توضيحي أصدره الأعضاء المنسحبون، والذي تتوفر ” هبة بريس” على نسخة منه، فإن قرار الانسحاب جاء نتيجة سلسلة من التصرفات التي وصفوها بالانفرادية وغير القانونية من قبل الرئيس. البيان أوضح أن رئيس الجماعة قام بتوجيه استدعاءات إلى الأعضاء دون تزويدهم بالوثائق الضرورية المتعلقة بالنقاط المدرجة في جدول أعمال الدورة، وهو ما اعتبروه خرقًا سافرًا للمقتضيات القانونية التي تقتضي الشفافية والتواصل الكامل مع أعضاء المجلس.
كما أشار البيان إلى حادثة أخرى حيث لم يتمكن رئيس لجنة الميزانية والشؤون المالية من أداء مهامه في اجتماع اللجنة الذي كان مقررًا بتاريخ 23 يناير 2025، وذلك بسبب حجب الرئيس للمعلومات الأساسية المتعلقة بالفائض المالي للسنة المالية 2024 والتقديرات الخاصة بسنة 2025. وهو ما جعل الاجتماع غير مجدٍ ودون فائدة، بحسب الأعضاء المنسحبين.
وفي تعبير عن رفضهم القاطع لما اعتبروه سلوكًا غير مسؤول من الرئيس، أكد الأعضاء على أن هذا الانسحاب لم يكن إلا شكلًا من أشكال الاحتجاج على تسيير الإدارة الجماعية بشكل غير قانوني وغير أخلاقي. كما طالبوا في بيانهم بتدخل عاجل من طرف السيد عامل إقليم سيدي بنور لوضع حد لتصرفات الرئيس التي وصفوها بـ “الغطرسة”، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام المساطر القانونية.
تزايد هذه الخلافات داخل المجلس الجماعي لبني تسيريس يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول إمكانية عودة التوافق بين الرئيس والأغلبية، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تشير إلى تفكك التحالفات السياسية داخل المجلس. كما أن هذا التطور يثير القلق بشأن مصير المشاريع التنموية التي كانت مبرمجة في إطار المخططات الجماعية، والتي قد تتأثر سلبًا جراء هذه الأزمة الداخلية.