دراجات C90.. رحلة الموت على عجلتين مطاطيتين

محمد منفلوطي – هبة بريس

ما جعلني أتناول هذا الموضوع، هو الرقم الصعب الذي بات يُسجل على سبورة القتلى والجرحى من ضحايا الدراجات النارية وخاصة C90 ذات العجلتين الاثنتين صاحبة السرعة الجنونية.

فقبيل دقائق من الإفطار خلال هذا الشهر الفضيل، أُدخل شابين مستودع الأموات بعد أن لقيا مصرعهما في اصطدام قوي بين دراجتيهما..

حينها تحول محيط المستشفى إلى قبلة للمُعزين والمواسين، في صورة تختزل العديد من الدلالات العميقة التي تحملها الفاجعة بحمولتها الثقيلة، تمهيدا لتشييع جنازتهما..

قَبلهما وفي أزمنة مختلفة وفي أماكن كذلك، ذهبت وجوه شبابية أخرى ضحية حوادث سير متفرقة، كانت الدراجات النارية حاضرة وبقوة ضمن رحلة للموت على عجلتين مطاطيتين..

كثيرة هي حوادث السير التي تتصدر فيها الدراجات النارية C90 القائمة، ضحاياها كُثر ما بين شباب ورجال ذهبوا وتركوا وراءهم عائلات وأسرا وأطفالا..

ليس افتراضا بل حقيقة بطعم المرارة والمجازفة بالحياة، تلك الصور والمشاهد التي باتت تؤثث المشهد في معظم الطرقات وفي الساحات وأمام أبواب المؤسسات التعليمية، أبطالها مراهقون اختاروا لأنفسهم مسارا بطعم السرعة الفائقة، فمنهم من باتوا يقطعون الكيلومترات في رحلة للبحث عن الموت، يُسابقون السيارات والشاحنات والسيارات، ينطلقون كسرعة البرق الخاطف..

هي دراجات سي 90 إذن، ذات المحرك “النفاث”، المزعج أحيانا، والمتسبب في قتل صاحبه أحيانا أخرى، هي متعة زائفة بإطارين مطاطيين، سرعان ما تتحول إلى مأتم، ومحج للمعزين المواسين.. ضحاياها شباب، وشابات، مراهقون ومراهقات، قدرهم أنهم اختاروا هذه الوسيلة للتنقل قبل أن يغيروا ويبدلوا تبديلا في محركاتها لتصبح عبارة عن صواريخ تعبر بصاحبها نحو الدار الآخرة…

مع ارتفاع منسوب ضحايا هذه الآفة، بات المطلب ملحا من قبل الجهات المعنية، للبحث عن حلول ناجعة لايقاف هذا النزيف الدموي الذي يحصد العديد من الضحايا غالبيتهم من الشباب، ناهيك عن ما تخلفه من عاهات مستديمة وصدمات نفسية تستمر مدى الحياة، إضافة إلى استنزافها للموارد المالية بقطاع الصحة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى