
تسلطانت… جماعة “الأغنياء” التي يسكنها التهميش والفوارق (صور)
روبورطاج ميداني – من قلب جماعة تسلطانت مراكش
على بعد دقائق فقط من ساحة جامع الفنا الشهيرة، تمتد جماعة تسلطانت، واحدة من أكبر الجماعات المحيطة بمدينة مراكش. هذه الجماعة، التي وُصفت خلال الحملة الانتخابية على لسان عمدة المدينة ووزيرة إعداد التراب الوطني بـ”أغنى جماعة ترابية” في جهة مراكش آسفي، تحولت إلى مفارقة حية: غنى على الورق، وفقر على الأرض.
استثمارات بملايين الدراهم… وساكنة تبحث عن الماء والواد الحار
في تسلطانت، تنتشر المشاريع الكبرى: ملاعب كولف عالمية، إقامات فاخرة، منتجعات سياحية، مركبات تجارية ومطاعم راقية. لكنها جزر معزولة عن واقع الساكنة. فبمجرد مغادرة هذه الفضاءات، تواجهك أزقة محفرة، غياب الصرف الصحي، نقص الماء الشروب، وقلة المدارس والمرافق الصحية، خاصة في دواوير مثل دوار السراغنة، دوار الهنا، و دوار سيدي مبارك. و دوار النزالة و دوار زمران النقط السوداء و معقل الجريمة.
أين تذهب مداخيل الجماعة؟
تطرح الساكنة تساؤلات حارقة:
كم تُدر هذه المشاريع من مداخيل على ميزانية الجماعة؟ أين تُصرف؟ ولماذا لا تنعكس على تحسين ظروف العيش؟
يقول أحد السكان: “عندنا كل شي فالأوراق، لكن الواقع كيقول شي حاجة خرا. المشاريع كاينة، ولكن التنمية ما باناش.”
220 هكتار من الأتربة… مطرح عشوائي يثير الغضب
من أكبر المفارقات، وجود مطرح ضخم وعشوائي للأتربة يمتد على مساحة تفوق 220 هكتاراً. مشهد بيئي مشوّه، يُستغل دون حسيب أو رقيب، ويطرح أسئلة عن الجهات المستفيدة، عن قانونية استغلاله، وسبب غياب أي مشروع تأهيلي فيه.
الازدواجية الفاضحة: مغرب بسرعتين
في تسلطانت، التناقض صارخ: أطفال يقطعون الكيلومترات في الطين للوصول إلى مدارس متواضعة، بينما تزين المدارس الدولية داخل الإقامات الفاخرة المشهد. ملاعب الكولف تُروى بالمياه المعالجة، بينما تعاني أسر من العطش.
المطالب: ربط الثروة بالتنمية
الساكنة، مدعومة بجمعيات محلية، تطالب بـالتحقيق في مداخيل الجماعة وتوجيهها نحو التنمية, إدماج السكان في الاستفادة من المشاريع المُقامة فوق أراضيهم, معالجة المطرح العشوائي للأتربة واستثماره في مشروع بيئي, تحسين البنية التحتية، وتوفير الماء، والصرف الصحي، والتعليم.
تسلطانت اليوم… عنوان لمغرب التفاوتات
تسلطانت ليست جماعة فقيرة، بل جماعة غنية مهمشة، مثال حي على أن الاستثمارات لا تصنع التنمية وحدها، بل تتطلب إرادة سياسية وعدالة مجالية، تُنصف الإنسان قبل العقار
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X